الرئيسية
راج في محال بيع مستحضرات التجميل والعطارة في المنطقة الشرقية مستحضر، يُدعي منتجوه وبائعوه أنه «يُمكن المرأة من كشف إقدام زوجها على خيانتها من عدمها». وبدأت فرق رقابية في تنفيذ حملات لمصادرة هذا المنتج، الذي يُستورد من دول خليجية مجاورة، «لخطورته على الحياة الأسرية، إذ من الممكن ان يؤدي لزيادة حالات الطلاق والخلافات الزوجية من جهة، ولتلافي وقوع حالات نصب واحتيال من خلال الترويج لمنتجات تدعي قدرات خارقة». وشككت نساء في «قدرته على كشف الخيانة»، فيما أوضحت أخريات أن «المرأة لا تحتاج إلى مستحضر كي تكتشف الخيانة».
ويُباع المستحضر بطريقة «سرية للغاية»، ولا يتم عرضه مع بقية المنتجات في رفوف المحال. ويصل سعر العبوة الواحدة إلى نحو 500 ريال. فيما تقوم نساء برحلات مكوكية بين البحرين والكويت ودبي، لجلب المستحضر، ثم بيعه لصديقاتهن ومعارفهن، من اللائي تستهويهن الفكرة.
وتتمثل فكرة المستحضر في ان «الجسم يفرز رائحة معينة تطلق عليها النساء «رائحة الخيانة»، بعد أن يتناوله الزوج مع طعامه، أو شرابه». بحسب بائع في محل عطارة في الدمام، يبيع محله هذا المنتج. ويقول: «ارتفعت نسبة تردد النساء على المحل لشراء المستحضر، الذي يحقق أرباحاً للتجار الذين يبيعونه»، مضيفاً «يُسمى المستحضر في الكويت «مفتاح الحقيقة». واللافت أن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أكدت انه لا يحوي مواد كيماوية، وتتضمن تركيبة المستحضر نكهات متعددة، من بينها «اللافندز، والبرجمون، والنعناع، والدارسين، والهيل، والميرمية، والزعفران، والحبق، والزعتر، والفانيليا». وتتعد النكهات التي يمكن خلط بعضها ببعض، لاستخراج نكهة جديدة بحسب الطلب».
ويبرع هذا البائع في دمج تلك الخلطات، «لزيادة قوة التأثير في هذه الخلطة العشبية»، مضيفاً: «نجلب المواد من الدول المجاورة أحياناً»، رافضاً اعتبار الخلطة «تلاعباً في عقول النساء، فنتائجه مضمونة، والخلطة تسفر عنها رائحة، تمكن المرأة من معرفة قيام زوجها بخيانتها، فيما هو لا يشعر بما يحدث من حوله».
لا يبدو أن كلام هذا البائع صحيح دوماً، فغيرة حواء التي تمارسها معتقدة أنها تحافظ على مكانتها في المرتبة الأولى في قلب زوجها، «قد تقلب الموازين ضدها»، وهذا هو حال لسان أم فواز، التي لم تكترث بما وقع عليها من آثار سلبية، نتيجة استخدامها مستحضر «كشف خيانة الأزواج». وتقول: «الرجل السعودي بطبيعته يهوى السفر بمفرده. ويعتبر نفسه طائراً حراً حين لا تصاحبه زوجته، التي لا يحق لها معرفة أسرار رحلة السفر، لذا أحضرت هذا المنتج من البحرين، واستخدمته، وكانت عواقبه وخيمة عليّ، لأن زوجي علم أنني استخدمته، بعد أن شاهد العبوة، وقرأ ما تحتويه». بعد أن استوعب زوج أم فواز ما حدث قرر معاقبتها، بطريقة يقدر بها مشاعر الغيرة لديها، إذ قام بهجرانها لنحو 23 يوماً، وبعد هذه الفترة استمع إليها، وأدرك مشاعرها.
وترفض سهى استخدام المستحضر لأسباب عدة، أهمها ان «المرأة لا تحتاج إلى مستحضر لتكشف خيانة زوجها لها، فعيونه تبوح وتتحدث، ورائحة الحديث تستنشقها المرأة بسرعة، فالمسألة لا تحتاج إلى ذكاء ومنتجات». فيما شككت أخريات في المنتج، وفضلن عدم تجربته، «خوفاً من الوقوع في مطبات، قد تؤدي إلى حوادث زوجية وخلافات متنوعة» بحسب قول أم إيمان.
بدورها ترى اختصاصية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة شمسة إبراهيم، ان هذه الخلطات «ستسهم في رفع معدلات الطلاق في المجتمعين السعودي والخليجي، علماً بأن النسب في تزايد، وهي لا تحتاج إلى هذه المستحضرات كي تزيدها»، نافية أن تكون هذه الخلطات «تكشف فعلياً الخيانة، فما يسعى إليه مروجوها هو الربح التجاري، ويؤدي على المدى البعيد إلى التقليل من شأن العلاقة الزوجية، ويعمق الفجوة بين الزوجين. كما يسهم في تفكك العلاقات الأسرية، التي تعتبر لبنة أساسية في المجتمع. فالأمر متعلق بمصير أسرة كاملة، وتسرب أفكار دخيلة وتصديقها سيرفع من معدلات هدم تلك القواعد، والضحايا هم الأطفال»، معتبرة أن تلك المستحضرات «ما هي إلا مراوغات تدل على الاستخفاف بعقلية المرأة، وطريقة تفكيرها».
كاتب المقال: رحمة ذياب
المصدر: جريدة الحياة
ويُباع المستحضر بطريقة «سرية للغاية»، ولا يتم عرضه مع بقية المنتجات في رفوف المحال. ويصل سعر العبوة الواحدة إلى نحو 500 ريال. فيما تقوم نساء برحلات مكوكية بين البحرين والكويت ودبي، لجلب المستحضر، ثم بيعه لصديقاتهن ومعارفهن، من اللائي تستهويهن الفكرة.
وتتمثل فكرة المستحضر في ان «الجسم يفرز رائحة معينة تطلق عليها النساء «رائحة الخيانة»، بعد أن يتناوله الزوج مع طعامه، أو شرابه». بحسب بائع في محل عطارة في الدمام، يبيع محله هذا المنتج. ويقول: «ارتفعت نسبة تردد النساء على المحل لشراء المستحضر، الذي يحقق أرباحاً للتجار الذين يبيعونه»، مضيفاً «يُسمى المستحضر في الكويت «مفتاح الحقيقة». واللافت أن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أكدت انه لا يحوي مواد كيماوية، وتتضمن تركيبة المستحضر نكهات متعددة، من بينها «اللافندز، والبرجمون، والنعناع، والدارسين، والهيل، والميرمية، والزعفران، والحبق، والزعتر، والفانيليا». وتتعد النكهات التي يمكن خلط بعضها ببعض، لاستخراج نكهة جديدة بحسب الطلب».
ويبرع هذا البائع في دمج تلك الخلطات، «لزيادة قوة التأثير في هذه الخلطة العشبية»، مضيفاً: «نجلب المواد من الدول المجاورة أحياناً»، رافضاً اعتبار الخلطة «تلاعباً في عقول النساء، فنتائجه مضمونة، والخلطة تسفر عنها رائحة، تمكن المرأة من معرفة قيام زوجها بخيانتها، فيما هو لا يشعر بما يحدث من حوله».
لا يبدو أن كلام هذا البائع صحيح دوماً، فغيرة حواء التي تمارسها معتقدة أنها تحافظ على مكانتها في المرتبة الأولى في قلب زوجها، «قد تقلب الموازين ضدها»، وهذا هو حال لسان أم فواز، التي لم تكترث بما وقع عليها من آثار سلبية، نتيجة استخدامها مستحضر «كشف خيانة الأزواج». وتقول: «الرجل السعودي بطبيعته يهوى السفر بمفرده. ويعتبر نفسه طائراً حراً حين لا تصاحبه زوجته، التي لا يحق لها معرفة أسرار رحلة السفر، لذا أحضرت هذا المنتج من البحرين، واستخدمته، وكانت عواقبه وخيمة عليّ، لأن زوجي علم أنني استخدمته، بعد أن شاهد العبوة، وقرأ ما تحتويه». بعد أن استوعب زوج أم فواز ما حدث قرر معاقبتها، بطريقة يقدر بها مشاعر الغيرة لديها، إذ قام بهجرانها لنحو 23 يوماً، وبعد هذه الفترة استمع إليها، وأدرك مشاعرها.
وترفض سهى استخدام المستحضر لأسباب عدة، أهمها ان «المرأة لا تحتاج إلى مستحضر لتكشف خيانة زوجها لها، فعيونه تبوح وتتحدث، ورائحة الحديث تستنشقها المرأة بسرعة، فالمسألة لا تحتاج إلى ذكاء ومنتجات». فيما شككت أخريات في المنتج، وفضلن عدم تجربته، «خوفاً من الوقوع في مطبات، قد تؤدي إلى حوادث زوجية وخلافات متنوعة» بحسب قول أم إيمان.
بدورها ترى اختصاصية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة شمسة إبراهيم، ان هذه الخلطات «ستسهم في رفع معدلات الطلاق في المجتمعين السعودي والخليجي، علماً بأن النسب في تزايد، وهي لا تحتاج إلى هذه المستحضرات كي تزيدها»، نافية أن تكون هذه الخلطات «تكشف فعلياً الخيانة، فما يسعى إليه مروجوها هو الربح التجاري، ويؤدي على المدى البعيد إلى التقليل من شأن العلاقة الزوجية، ويعمق الفجوة بين الزوجين. كما يسهم في تفكك العلاقات الأسرية، التي تعتبر لبنة أساسية في المجتمع. فالأمر متعلق بمصير أسرة كاملة، وتسرب أفكار دخيلة وتصديقها سيرفع من معدلات هدم تلك القواعد، والضحايا هم الأطفال»، معتبرة أن تلك المستحضرات «ما هي إلا مراوغات تدل على الاستخفاف بعقلية المرأة، وطريقة تفكيرها».
كاتب المقال: رحمة ذياب
المصدر: جريدة الحياة
